ماتت جيادنا واستراح الريح
للكاتب: فايز الفايز
يا وصفي .. لم يعد لنا خيل تعانق الريح .. فقد ماتت جيادنا واستراح الريح .. هل اشتقت مثلي الى رائحة القيصوم وعبق الشيح ؟ .. هل لا تزال عظامك تحن الى وجع " الوطاه " .. وهل تذكر "هزاع" حينما بكيناه وجعا كالجمر يكوي بعضه بعضا ، فذهب مثلك شهيدا لأنه لم يقبل أن يحفر أول جحر لجرذان الفساد..ا
ليتني قضيت شهيدا مثلكما على يد أعداء أنفسهم ، وأعداء الوطن ، وأعداء القدس الشريف .. هل تذكر يا وصفي القدس الشريف ؟ .. لقد كتبنا اسماؤنا على سوره العظيم بدماءنا الحية الحيية ، وزرعنا فيه أول بذور بطولاتنا وبطولات النشامى الذين أخلصوا النية دفاعا عن فلسطيننا التي لن تكون إلا تلك الحرة اليعربية..ا
لقد سقطت كل أوراق الشجرة ، فبقيت شجرة فلسطين جرداء ، إلا من غصون جف حياءها فطأطأت لنسيم هب من شاطىء بني صهيون ، ترك أخواننا معارك الخنادق ، واستبدلوها بمعارك الفنادق .. فمن الكاذب اليوم يا وصفي .. ومن الصادق؟
يا وصفي ، مرت علي ثمان سنين وأنا ضيف على رب العباد ، الجبار الجواد ، الذي لا يضام من جاءه عبدا طائعا ، مبتغيا رضاه ، حامدا نعمته ، مسلما له ولقضائه .. طامعا برحمته ، راغبا في عفوه وجنته .. فما فعلنا في يوم خلى أنت وأنا إلا ما كان مقرِبا لله تعالى حين كنا مسئولين في وطننا الذي التهمناه حبا ، وقاتلنا على أسواره جندا ، الله رقيبنا والكرامة لباسنا ، والصدق والوفاء كوفية اعتمرناها فما هانت وهان من ظن بنا السوء وأساء لهذا الوطن .. فما أنذل من عدو متربص إلا تاجر متلصص!ا
نحن الباشوات الذين لا تزال تحن لنا جنازير الدبابات .. وليت شعري ، من يغني " تخسى يا تشوبان ما انت ولف الي .. ولفي شاري الموت لا بس عسكري " .. فهاهي قد صدئت مقاعد الصاج .. واستبدلوها بمقاعد تأتي بهم الانتخابات ، انتخاب الحملّ للثعلب ، ولا تدري القرية من جاءها حارسا ، فليبشر الدجاج بطول سلامة يا وصفي.ا
يا أولادي أعتذر .. لن يعود لنا المجد فجأة ، ولن يشع في وجوهكم البريق ، ألم نكن نحن قارب النجاة ، واليوم السيد الوطن هو الغريق ، ألم يكن يوم الكريهة عندنا كان هو يوم الاقتراع ؟ فما الذي بدل الحال ؟ وأين استقرت الأحوال .. وبعدها ستعودون تبحثون عن أصلكم الذي ضاع ، وسركم المذاع ، وعنزتكم الحلوب التي أكلتها الضباع .. وستقارعون بعدها الأيام الخالية من أي إنجاز سوى الهروب بعيدا عن مجلس ما يسمى السباع ، الذين امتلأت أكياسهم من اعماركم ، وتوردت وجوههم دماً من مصائبكم ، وامتلأت جيوب مخاتيركم ،حينها، أقلاما توقع على أي قرار في الدنيا ، إلا قرار كرامتكم ، وقرار عروبتكم ، وقرار حقكم في الاستظلال بظل بيتكم ، أو استذكار تاريخ أهل بيتكم ، أو قرار فتح أفواهكم لكسرات خبز مما سرق الكرام من " طابون " قريتكم...ا
يا وصفي .. ها قد عدت أتذكر إنني أنسى ، لقد نسيت إن لا بيت لنا ، سوى قبر أقمناه على أطلال إرث المارقين والسارقين ، والمتبرين لإرثنا في أوطاننا .. فالنهاية اقتربت ، وأولادنا هم البداية!ا
للكاتب: فايز الفايز
يا وصفي .. لم يعد لنا خيل تعانق الريح .. فقد ماتت جيادنا واستراح الريح .. هل اشتقت مثلي الى رائحة القيصوم وعبق الشيح ؟ .. هل لا تزال عظامك تحن الى وجع " الوطاه " .. وهل تذكر "هزاع" حينما بكيناه وجعا كالجمر يكوي بعضه بعضا ، فذهب مثلك شهيدا لأنه لم يقبل أن يحفر أول جحر لجرذان الفساد..ا
ليتني قضيت شهيدا مثلكما على يد أعداء أنفسهم ، وأعداء الوطن ، وأعداء القدس الشريف .. هل تذكر يا وصفي القدس الشريف ؟ .. لقد كتبنا اسماؤنا على سوره العظيم بدماءنا الحية الحيية ، وزرعنا فيه أول بذور بطولاتنا وبطولات النشامى الذين أخلصوا النية دفاعا عن فلسطيننا التي لن تكون إلا تلك الحرة اليعربية..ا
لقد سقطت كل أوراق الشجرة ، فبقيت شجرة فلسطين جرداء ، إلا من غصون جف حياءها فطأطأت لنسيم هب من شاطىء بني صهيون ، ترك أخواننا معارك الخنادق ، واستبدلوها بمعارك الفنادق .. فمن الكاذب اليوم يا وصفي .. ومن الصادق؟
يا وصفي ، مرت علي ثمان سنين وأنا ضيف على رب العباد ، الجبار الجواد ، الذي لا يضام من جاءه عبدا طائعا ، مبتغيا رضاه ، حامدا نعمته ، مسلما له ولقضائه .. طامعا برحمته ، راغبا في عفوه وجنته .. فما فعلنا في يوم خلى أنت وأنا إلا ما كان مقرِبا لله تعالى حين كنا مسئولين في وطننا الذي التهمناه حبا ، وقاتلنا على أسواره جندا ، الله رقيبنا والكرامة لباسنا ، والصدق والوفاء كوفية اعتمرناها فما هانت وهان من ظن بنا السوء وأساء لهذا الوطن .. فما أنذل من عدو متربص إلا تاجر متلصص!ا
نحن الباشوات الذين لا تزال تحن لنا جنازير الدبابات .. وليت شعري ، من يغني " تخسى يا تشوبان ما انت ولف الي .. ولفي شاري الموت لا بس عسكري " .. فهاهي قد صدئت مقاعد الصاج .. واستبدلوها بمقاعد تأتي بهم الانتخابات ، انتخاب الحملّ للثعلب ، ولا تدري القرية من جاءها حارسا ، فليبشر الدجاج بطول سلامة يا وصفي.ا
يا أولادي أعتذر .. لن يعود لنا المجد فجأة ، ولن يشع في وجوهكم البريق ، ألم نكن نحن قارب النجاة ، واليوم السيد الوطن هو الغريق ، ألم يكن يوم الكريهة عندنا كان هو يوم الاقتراع ؟ فما الذي بدل الحال ؟ وأين استقرت الأحوال .. وبعدها ستعودون تبحثون عن أصلكم الذي ضاع ، وسركم المذاع ، وعنزتكم الحلوب التي أكلتها الضباع .. وستقارعون بعدها الأيام الخالية من أي إنجاز سوى الهروب بعيدا عن مجلس ما يسمى السباع ، الذين امتلأت أكياسهم من اعماركم ، وتوردت وجوههم دماً من مصائبكم ، وامتلأت جيوب مخاتيركم ،حينها، أقلاما توقع على أي قرار في الدنيا ، إلا قرار كرامتكم ، وقرار عروبتكم ، وقرار حقكم في الاستظلال بظل بيتكم ، أو استذكار تاريخ أهل بيتكم ، أو قرار فتح أفواهكم لكسرات خبز مما سرق الكرام من " طابون " قريتكم...ا
يا وصفي .. ها قد عدت أتذكر إنني أنسى ، لقد نسيت إن لا بيت لنا ، سوى قبر أقمناه على أطلال إرث المارقين والسارقين ، والمتبرين لإرثنا في أوطاننا .. فالنهاية اقتربت ، وأولادنا هم البداية!ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق